امية ابنة نبيهة جدا ومجتهدة ، تزهب الى
المدرسة مع شقيقتها فائزة برفقة والدتهما
التى كانت معلمة فى تلك المدرسة .
امية ترجو امها واباها كل صباح لأخز
بعض الدراهم ، عكس فائزة التى لا تطلب
منهما اى درهم . وكانت الام وفى بعض
الايام تسأل امية مازا اشترت ، فكانت امية
تبتسم ولا تقول شيئا .
عندك يعودان مع امهما من المدرسة كل
يوم ، كانت امية تبتعد عن امها واختها
ثم تعود راقضة اليهما ويدخلن المنزل ،
تسألها امها لمازا تتأخرين ؟ واين تزهبين
كل يوم عندما نعود الى البيت ؟ فكانت امية
تبتسم ولا تقول شيئا .
قررت الام ان تراقب ابنتها عندما يعدن
الى المنزل وتتأخر امية ، لترى اين تزهب
بضع دقائق ثم تعود راكضة وعلى شفتيها
ابتسامة ، اخبرت الام ابنتها الكبرى فائزة
بما ستفعل عند وصولهن الى البيت .
فى اليوم التالى ، وكالعادة ، تأخرت امية
بالدخول الى المنزل ، تبعتها امها ورأت
انها تعطى فقيرا عجوزا منزويا بالقرب
من المنزل شيئا تأخزه من محفظتها ،
وشيئا اخر من جيبها ، تفاجأت الام وفرحت
وحاولت الا تراها امها ثم عادت الى
الباب حيث تنتظرها ابنتها الكبرى فائزة
والابتسامة تملأ وجهها ،وفى لحظات كانت
امية مع امها واختها ودخلن المنزل ،
وكالعادة لم تقل الام شيئا ، الا انها وضعت
على خد امية قبلتين ، وعلى خد فائزة قبلة
واحدة .
اعترضت فائزة وسألت امها : انا قبلة
واحدة ولأمية قبلتان ؟
اجابت الام : فائزة هل تعلمين مازا تفعل
امية بالدراهم التى تأخزها منى ومن ابيها ؟
فائزة اجابت : لا .. تشترى .. لست ادرى
مازا تشترى .
قالت الام : انها لا تشترى شيئا ، اخبرينا
يا امية مازا تفعلين بالدراهم كل يوم ؟
ضحكت امية وقالت متلعثمة : أ .. اشترى ..
لا .. هل تلاحظين الفقير الجالس على
الرصيف قرب المنزل ؟
اجابت الام : نعم .
قالت امية : انى اعطيه ماآخزه منك يا امى
ومن ابى ايضا .
قالت الام : رأيتك تعطيه ايضا شيئا من
محفظة كتبك ، تجيبها امية :
أ .. لا شئ .. بلى .. آخز بعض الفاكهة من
الثلاجة له ، ولكن ليس كل يوم ، امى كيف
علمت بكل هزا ؟ اخبرتها امها ما فعلت وكيف
تبعتها لترى اين تزهب يوميا وتغيب بضع
لحظات .
فرحت الام والاخت الكبرى ايضا التى
قررت ان تفعل مثل ما تفعل اختها لعلها
تكسب من امها قبلتين بدل القبلة الواحدة
التى خصتها بها .