البلده : مصر وافتخر بهذا الرتب : المدير العام عدد الرسائل : 694 العمر : 27 السٌّمعَة : 3 نقاط : 2648 تاريخ التسجيل : 21/05/2008
موضوع: جــارنــا وكــلــبـــه الجمعة فبراير 18, 2011 3:50 am
لم اشعر بخوف ، وزلك الكلب البنى الضخم يسرع نحوى ، مستمرا فى نباحه الرهيب ؛ لانى اعرفه جيدا ويعرفنى . تعجبت كثيرا من كلب جارنا . كان غريبا جدا هزه المرة . سكت نباحه ، وأخز ينظر الى وكأنه يتوسل لى ، ويكاد ان ينطق بصوت كالانين . ارجوك .... ساعدنا ! كأنه يدعونى لاتبعه ؛ فتبتعته متوجسا ؛ فجارنا العجوز الطيب يعيش بمفرده . كانت دقات قلبى تسرع ، وانا امضى خلف الكلب ، بين أشجار الحديقة ، فى عتمة اول الليل . قادنى الى صاحبه . امتلأت بالفزع حين وقعت عليه عيناى . يا ترى مازا اصابه كان جارنا غائبا تماما عن الوعى تحت شجرة . ملت عليه اتفحصه ... اطمأن قلبى قليلا عندما تأكدت انه يتنفس . جريت الى الشارع ، وانا فى حيرة شديدة . لاحظ احد جيراننا اضطرابى وأخبرته بما رأيت ، فتطوع بنقل جارنا الى المستشفى القريب . انطلقت بنا السيارة ، وظل الكلب يتبعنا حتى باب المستشفى ، وصعب عليه ان يفارق صاحبه ، فحاول الدخول ، لكنهم منعوم . رافقت جارنا حتى افاق من غيبوبته ، وقلت له ما حدث ، فتأثر بشدة ، وأوصانى بأن اعتنى بكلبه ، الزى جعله الله سببا فى نجاته من ازمة خطيرة ، حتى يكتمل شفاؤه ، ويغادر المستشفى . لم يقرب الكلب اى طعام قدمته اليه . كان حزينا ، يحسب ان صاحبه لن يعود ، وامتنع عن الاكل والشرب ، ورقد فى سكون الى جانب البوابة . فقد شعره البنى لمعانه ، وأصابه الهزال ، بعد ثلاثة ايام فقط من غياب صاحبه ، حتى اشرف على الهلاك . لم استطع ان اخفى عن جارنا ، فأخبرته بحال كلبه . حزن وأشفق عليه ، وفكر كيف ينقز كلبه الوفى طلب منى بعض اصناف الطعام ، صنع منها اكلة لزيزة ، يحبها كلبه . أسرعت بعلبة الطعام ، ووضعتها امام الكلب ... انتبه ، وجعل يتشمم الطعام ، وزا بنشاط مفاجئ يعتريه ، واسترد عافيته فى لحظات . اطلق الكلب نباح الفرحة ... راحى يأكل ويرفع رأسه ، ويحدق الى فى امتنان . كأنى اسمعه يقول : صاحبى ازن بخير ... سيرجع لى قريبا . اجل ... سيشفى ويعود اليك ... ايها الكلب الزكى الرائع قصة : حسن صبرى