الركن الخامس : حج بيت الله الحرام الحج
عبادة بدنية فرضها الله على المسلم في العمر مرة واحدة، حيث يفد المسلمون
من أصقاع الأرض إلى قبلتهم في مكة المكرمة، ليؤدوا مناسك حجهم في أيام
معلومات، يحققون فيها المقاصد التي أرادها الله من تشريع هذه العبادة التي
أمر بها أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين قال له:﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتين من كل فج عميقٍ ^ ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيامٍ معلوماتٍ على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾ (الحج: 27-28).فنادى
إبراهيم، ولبى المؤمنون من كل حدب وصوب، وأدوا المناسك كما أداها إبراهيم
عليه السلام، وحافظوا على سنة الخليل إبراهيم عليه السلام، كما قالللمسلمين في مناسك الحج: ((كونوا على مشاعركم؛ فإنكم اليوم على إرث من إرث إبراهيم)).([1])والحج دورة تدريبية للمسلم على ممارسة السلام، فمناسكه تؤدى في البلد الحرام الذي يأمن فيه الطير والشجر والإنسان، قال : ((إن هذا البلد حرمه الله، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها)).([2])والحج
أيضاً مظهر من مظاهر المساواة والوحدة بين المسلمين ، حيث يجتمع فيه
المسلمون من كل حدب وصوب، في لباس واحد، على صعيد واحد، لا يتقدم فيهم غني
على فقير، ولا أبيض على أسود، وقد خطب النبي
أصحابه في أيام الحج ، فقال: ((يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم
واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على
أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)). ([3])ومن مقاصد الحج ذكر الله تعالى وتعظيمه واستغفاره مما سلف من الذنوب والعصيان﴿ فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ^ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم﴾ (البقرة: 198-199). وكما كان المشعر الحرام لذكر الله، فإن أيام مِنى هي أيضاً كذلك﴿واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى﴾ (البقرة: 203).فإذا انتهت مناسك الحج؛ فإن المسلم مطالب بلزوم ذكر الله في سائر أيامه﴿فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً﴾ (البقرة: 200).ومن مناسك الحج وشعائره ذبح الهدي قرباناً لله عز وجل، قال تعالى:﴿والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير﴾ (الحج: 36)، وفي مقدمة هذا الخير تحقيق تقوى الله وتمثلها في حياتنا السلوكية ﴿لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم﴾ (الحج: 37). ومن أعظم مقاصد الحج تهذيب سلوك المسلم الحاج، قال تعالى:﴿الحج
أشهرٌ معلوماتٌ فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما
تفعلوا من خيرٍ يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي
الألباب﴾ (البقرة: 197)، فالحاج ينبغي عليه اجتناب المعاصي ليتحقق له الغفران والخلوص من الذنوب والمعاصي، قال r: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق؛ رجع كيوم ولدته أمه)). ([4])والحج الذي تتوافر فيه هذه الشروط ويحقق تلك المعاني يسميه الرسول r بالحج المبرور، فيقول: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)). قيل: وما بره؟ قال: ((إطعام الطعام وطيب الكلام)).([5])وهكذا فإن أركان الإسلام تهدف جميعاً إلى تزكية المسلم وتهذيب سلوكه وربط قلبه بربه تبارك وتعالى.لكن
الإسلام ليس هذه الأركان فحسب، إنه هبة الله للبشرية ، إنه الدين الذي
يعالج مشكلات الإنسانية على اختلافها، فينظم علاقة الإنسان بربه، ثم بأخيه
الإنسان، ثم بالكون من حوله، وهو الدين الذي يقوم على تحقيق التوازن بين
مطالب الجسد ومطالب الروح، ويشبع العقل ويروي العاطفة.ولسوف يتجلى لنا بهاء هذه الحقيقة ونحن نتحدث عن مفهوم العبودية في الإسلام.
-----------------------------
([1]) أخرجه الترمذي ح (833)، وأبو داود ح (1919)، وابن ماجه ح (3011)، والحاكم ح (1699)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (1675).([2]) أخرجه البخاري ح (1587)، ومسلم ح (1353).([3])أخرجه أحمد ح (22978). ([4]) أخرجه البخاري ح (1521). ([5]) أخرجه أحمد ح (14073)، وابن خزيمة ح (2514).
مفهوم العبادة في الإسلام
خلق
الله الإنسان على هذه الأرض لغاية شريفة، تسمو بوجوده عن سائر المخلوقات
التي تعيش على الأرض للأكل والشرب والجنس، هذه الغاية هي عبادة الله تبارك
وتعالى ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ^ ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون ^ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين﴾ (الذاريات: 56-58).
لكن
مفهوم العبادة في الإسلام ليس محصوراً في صلوات وتمتمات وطقوس تمارس في
أوقات محددة، بل هو أوسع من ذلك بكثير، إنه منهج للحياة الإنسانية
برُمَّتها ﴿ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ^ لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين﴾ (الأنعام: 162-163)، فلا يعرف المسلم لحظة يقضيها بعيداً عن عبادة مولاه.
ويرفض
مفهوم الإسلام للعبادة وجود وسطاء بين الله وعباده، فليس في الإسلام كهنوت
أو رجال دين، فالمسلم يصلي وحده وفي جماعة المسلمين، في المسجد أو في
البيت أو في أي مكان طاهر تدركه فيه صلاة؛ من غير حاجة إلى وسيط أو بناء
محدد، قال : ((وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة؛ فليصل)). ([1])
وإذا ما قصر المسلم في حق الله أو طمع في خير عنده؛ فإنه يطلب من الله بُغيته من غير وسيط يعترف له، ولا شفيع يرجو شفاعته ﴿ والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ^ أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربهم وجناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين﴾ (آل عمران: 135-136).
وأيضاً
يرفض الإسلام قصر الدين على العلاقة بين العبد وربه فحسب، ويعتبر هذا
قصوراً يقعد بالدين عن الغاية التي أنزل الله لأجلها الكتب وبعث لتحقيقها
الأنبياء، وهي إصلاح الحياة الإنسانية، والقيام بواجب الاستخلاف في أرض
الله وفق منهجه وشرائعه ، فلأجل هذا خلق الله أبانا آدم ﴿ وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً ﴾ (البقرة: 30)، وهذا الاستخلاف لآدم يمتد ليشمل ذريته من بعده ﴿ هو الذي جعلكم خلائف في الأرض ﴾ (فاطر: 39)، ويسميه الله في آية أخرى بعمارة الأرض ﴿هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ﴾ (هود: 61).
وهكذا،
فإن الواجب المطلوب من الإنسان هو عمارة الأرض، وهذا المطلب الكبير لن
تحققه أديان لا تتناول في نظرتها وتشريعاتها الحياة الإنسانية بمناشطها
المختلفة.
ومن هنا كان مفهوم
الإسلام للعبادة شمولياً، فالعبادة في الإسلام هي فعل كل ما يحبه الله
ويرضاه من الأفعال والأقوال الظاهرة والباطنة، فهي لا تتوقف عند مظاهر
الشعائر الظاهرة، بل تتناول أفعال القلب واللسان والجوارح.
تغطي هذه العبادة دوائر عدة في حياة المسلم، أولها: علاقته مع الله خالقه،
وثانيها: ما يتعلق بالإنسان من آداب خاصة كالنظافة الشخصية وآداب
الممارسات الحياتية، كالطعام والشراب والنوم والجنس وقضاء الحاجة واللباس،
وثالثها: علاقته مع أسرته ومجتمعه، ورابعها: علاقته مع الأسرة الإنسانية،
وأخيراً: علاقته مع بيئته والكون من حوله.
وبموجب المنهج الرباني للعبادة في الإسلام يترابط بنيان الإيمان ليشمل الأصول ويمتد إلى الفروع والآداب، كما قال : ((الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها: قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)).([2])
وكل
ذلك في ترابط فريد، وتمازج متناغم لا يقبل الفصام النكد الذي يعزل الدين
عن مناحي الحياة الإنسانية، ويحبسه داخل المعبد، فقد قال الله مبكتاً صنيع
السابقين: ﴿ أفتؤمنون
ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزيٌ في الحياة
الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافلٍ عما تعملون ^ أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون﴾ (البقرة: 85-86).
وفي
مقابله أمر الله المسلمين بأخذ الدين بكل شرائعه وتفصيلاته، وحذرهم من
تجزئته والإدبار عن شيء منه؛ لأنه فعل ذميم يقوم على منازعة الله حقه في
الهيمنة على كافة شؤون حياتنا الإنسانية، وهو في حقيقته اتباع للشيطان
واستجابة لطريقته في الإضلال ، حيث يتدرج بالمرء، فيغريه بترك البعض، وما
يزال به حتى يترك الكل، قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافةً ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبينٌ﴾ (البقرة: 208).
إن التمازج في الإسلام بين الدين والدنيا، والروح والجسد، والدنيا
والآخرة، والفرد والمجتمع؛ حقيقة ساطعة عبرت عنها آيات عديدة في القرآن ،
فعلى سبيل المثال تجمع الآيات القرآنية العلاقة مع الله جنباً إلى جنب مع
الأخلاق والمعاملة مع الناس من غير تفريق، كما في قوله تعالى: ﴿ ليس
البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم
الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة
والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس
أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون﴾ (البقرة: 177).
ومثله في قوله تعالى:
﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ
ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً{36} الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ
النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ
وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً{37} وَالَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَـاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً
فَسَاء قِرِيناً{38}﴾ (النساء: 36-38).
ويؤكد الإسلام على شموليته بالتنبيه على بعض العبادات المتعلقة بحقوق العباد، فيقول :
((تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة،
وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة،
وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو
أخيك لك صدقة)).([3])
ويضع النبي
ميزاناً للخيرية، يقدم العبادة بمفهومها الشمولي، حين يجعل بعض صورها
المختصة بالعباد مقدمة على أخرى مما يتعلق برب العباد، وتجعل صاحبها
محبوباً عند الله: ((أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب
الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه
ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن
أعتكف في هذا المسجد شهراً)).([4])
إن حرص المسلم على هذه المحبة الإلهية يدفعه لبذل الخير والمسابقة فيه حتى للحيوان الأعجم، فقد قال :
((ما من مسلم يغرِس غرساً إلا كان ما أُكِل منه له صدقة، وما سُرق منه له
صدقة، وما أَكل السبُع منه فهو له صدقة، وما أكلتْ الطيرُ فهو له صدقة،
ولا يرزؤه أحدٌ [أي يسأله] إلا كان له صدقة)).([5])
ولكي
يعمق النبي شعور المسلم بأهمية جميع وحد أنواع العبادة – حتى وإن كانت
مرتبطة بحق الحيوان – فإنه أخبر أصحابه والمسلمين من بعدهم عن قصة رجل من
السابقين رأى كلباً يأكل الثرى من العطش، ((فأخذ الرجل خُفَّه، فجعل يغرف
له به، حتى أرواه، فشكر الله له فأدخله الجنة))، فسأله الصحابة فقالوا: يا
رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجراً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ((في كل
ذي كبد رطبة أجر)).([6])
وأما
ثمرات العبادة التي يؤديها المسلم لربه، فهي كثيرة، منها اطمئنان قلبه
واستقامة جوارحه، وهو ما يُكسب المرء سعادة الدنيا، وهي عاجل نصيبه من
الخير ، الذي ليس آخره ما نشهده من استقرار نفسي واجتماعي في حياة
المسلمين الملتزمين بهدي الإسلام، فهو ثمرة من ثمرات الطاعة والإيمان ﴿ من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ (النحل: 97).
وفي المقابل فإن ما تشهده بعض المجتمعات من جرائم اجتماعية وأمراض نفسية وحالات اكتئاب أدت إلى نسب مرتفعة ومقلقة في الانتحار([7])، إنما هو ثمن عادل تدفعه البشرية جزاءً وفاقاً لتنكبها هدي الله وإعراضها عنه ﴿فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ^ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى﴾ (طه: 123-124).
لكن الجزاء الأكبر الذي يحوزه المؤمن - بعبادته لربه - هو جنة الله ورضوانه ﴿يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاعٌ وإن الآخرة هي دار القرار ^ من عمل سيئةً فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حسابٍ﴾ (غافر: 39-40). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه البخاري ح (335)، ومسلم ح (521).
([2]) أخرجه مسلم ح (25).
([3])أخرجه الترمذي ح (1956).
([4])أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ح (906).
([5])أخرجه مسلم ح (1552).
([6]) أخرجه البخاري ح (174)، و مسلم ح (2244).
([7])تشير
إحصائية منظمة الصحة العالمية - التي صدرت في اليوم العالمي لمنع الانتحار
والاهتمام بالصحة العقلية في العاشر من شهر سبتمبر من العام 2006م – إلى
أن عشرين مليون شخص يحاولون الانتحار سنوياً، وأن الذين ينجحون ويموتون
فعلياً منتحرين يربو على مليون شخص سنوياً.