الولد الشقى مؤسس المنتدى
البلده : مصر وافتخر بهذا الرتب : المدير العام عدد الرسائل : 694 العمر : 27 السٌّمعَة : 3 نقاط : 2648 تاريخ التسجيل : 21/05/2008
| موضوع: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيها الإثنين يناير 10, 2011 6:40 am | |
| {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيها[i]بسم الله الرحمن الرحيم تفسير قوله تعالى : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم الزواج نعمة كبيرة وآية عظيمة من آيات الله ، وهو من آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته حكمته العظيمة ، وعلمه المحيط ، فجعل لنا من أنفسنا من نأنس به ونسكن إليه فمعنى ( من أنفسكم ) يعني بذلك حواء . وهو معنى قول قتادة وهناك قول بأن المعنى جعل لكم آدميات مثلكم ولم يجعلهن من غير جنسكم كما قاله الكلبي وتأمل كيف لو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم إما من جان أو حيوان فهل يحصل الائتلاف بين الجنسين ؟ إن أول ارتفاق الرجل بالمرأة سكونه إليها مما فيه من غليان القوة التي وهبها الله إياه وذلك أن الرجل أصله من الأرض وفيه قوة الأرض وفيه الفرج الذي منه بدئ خلقه فيحتاج إلى سكن وخلقت المرأة سكنا للرجل . قال الله تعالى : ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ) الآية وقال : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) وذلك أن الفرج إذا تحمل فيه هيج ماء الصلب إليه فإليها يسكن وبها يتخلص من الهياج وللرجال خلق البضع البضع منهن . قال الله تعالى : ( وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم ) فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع خلق منهن للرجال فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ) ( وفي لفظ آخر ( إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) وليست هذه النعمة متمثلة فقط في السكن لا بل جعل الله المودة والرحمة ، فالرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك ... ولعلك تتساءل ما معنى المودة ، الرحمة ، والجواب : قد فسر أهل العلم ذلك واختلفوا في معناه فمنهم من قال المراد بالمودة الجماع وبالرحمة الولد كما قاله ابن عباس ومجاهد وقاله كذلك الحسن . وقيل : المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض . وقال السدي المودة المحبة والرحمة الشفقة ، وروي معناه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : المودة حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء . إن في هذه النعمة التي منحها الله لعباده وحصل بها الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء. السكن هو سكينة النفس وطمأنينتها واستقرارها، السكن هو الحماية والأمن والسلام والراحة والظل والارتواء والشبع والسرور، السكن قيمة معنوية وليس قيمة مادية. ولأن السكن قيمة معنوية فإن الزوج يجب أن يدفع فيه أشياء معنوية، وهو ن يتبادل المودة والرحمة مع الزوجة. فهذا السكن يقام على المودة والرحمة، فالمودة والرحمة هما الأساس والهيكل والمحتوى والهواء، وبغياب المودة والرحمة ينهار السكن، فلماذا جعلت الزوجة هي السكن؟ الإجابة تأتي من نفس الآية الكريمة (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها) الروم: 21 تقول: (خلق لكم من أنفسكم أزواجاً) انتبه إلى كلمة أزواجاً ولم يقل نساء، أي لا يتحقق إلا من علاقة زواج. لا يتحقق إلا إذا تحولت المرأة إلى زوجة. إذن الأصل في الحياة أن يكون هناك زواج. رجل مؤهل لأن يكون زوجاً وامرأة مؤهلة لأن تكون زوجة. يذهب الرجل إلى المرأة لتصبح زوجته ليسكن إليها. فإذا لم تكن زوجته فإنه من المستحيل أن تصبح سكناً حقيقياً له. ولذلك لا تصح العلاقة بين الرجل والمرأة إلا بالزواج، ولا يمكن للرجل أن ينعم بالسكن إلا من خلال الزواج. ونكمل الآية الكريمة : (وجعل بينكم مودة ورحمة). جاء السكن سابقاً على المودة والرحمة. إذ لابد للإنسان أن يسكن أولاً ، أن يختار المرأة الصالحة ويتقدم إليها ويتزوجها ليتحقق السكن. فإذا قام السكن جعلت المودة والرحمة. إذن لا يمكن أن تقوم المودة والرحمة إلا من خلال وفي إطار سكن، أي من خلال وفي وإطار زواج. والكلمات الربانية البليغة تقول: (وجعل بينكم) أي أن الله هو الذي جعل، أي لابد أن يكون. فطالما أنه زواج فلابد أن يستمر على المودة والرحمة. هذا ضمان من الله لكل مَن أراد الزواج. فإذا أردت أن تسكن فلابد أن تتزوج. وإذا تزوجت فلابد أن تنعم بالمودة والرحمة. وتأمل الكلمة الربانية الدقيقة (بينكم) لم يقل عزوجل: (جعل لكم وإنما بينكم. وهي تعني أنها مسألة تبادلية، أي يتبادلها الزوج والزوجة أي أن المودة والرحمة لا تتحققان إلا من الطرفين. أي لا يمكن أن تكون من طرف واحد. لم يجعل الله الرجل وداداً رحيماً وحده، ولم يجعل المرأة ودادة رحيمة وحدها. هذا لا يكفي، إنما لابد من الإثنين معاً. ويتجه الرجل نحو المرأة طمعاً في السكن. ومَن الذي يسكن؟ ليس الجسد، وإنما الروح، فروح الرجل تسكن إلى روح المرأة، ثم يطمع في المودة والرحمة، مودة المرأة ورحمتها، فتهبها له. ومن أسماء الله الحسنى أنه الودود وهو الرحمن وهو الرحيم. إذن المودة والرحمة هما من بعض صفاته سبحانه وتعالى. ولذلك لا حدود لمعاني المودة والرحمة وهو شيء يفوق الحب. شيء فوق الحب بمراحل كثيرة. كالمسافة بين الأرض والسماء. كالفرق بين الثرى والثريا. والمودة مطلوبة في السراء والرحمة مطلوبة في الضراء. وهذه هي حكمة اجتماع الكلمتين في أمر الزواج. وهذا إشارة إلى أن الزوجين سيواجهان صعوبات الحياة معاً. هناك أيام سهلة وأيام صعبة وأيام سارة وأيام محزنة. أيام يسيرة وأيام عسيرة. المودة مطلوبة في الأيام السهلة السارة اليسيرة، والرحمة مطلوبة في الأيام الصعبة والمحزنة والعسيرة. والمودة هي اللين والبشاشة والمؤانسة والبساطة والتواضع والصفاء والرقة والألفة والتآلف، وإظهار الميل والرغبة والانجذاب، والتعبير عن الاشتياق، وفي ذلك اكتمال السرور والانشراح والبهجة والنشوى. أما الرحمة فهي التسامح والمغفرة وسعة الصدر والتفهم والتنازل والعطف والشفقة والاحتواء والحماية والصبر وكظم الغيظ والسيطرة على الغضب والابتعاد كلية عن القسوة والعنف والعطاء بلا حدود والعطاء بدون مقابل والتحمل والسمو والرفعة والتجرد تماماً من الأنانية والتعالي والغرور والنرجسية. وهي معان تعلو على المودة وتؤكد قمة التحام الروح وقمة الترابط الأبدي الخالد. المرأة مؤهلة بحكم تكوينها لتجسيد كل هذه المعاني الأصلية وبذلك فهي السكن الحقيقي، ولا تصلح للسكن إلا مَن كانت مؤهلة لذلك. فإذا كانت هي السكن فهي المودة والرحمة. وهي قادرة على تحريك قدرة الرجل على المودة والرحمة. فالبداية من عندها، الاستجابة من عند الرجل ليبادلها مودة بمودة ورحمة برحمة. ويظل الزواج باقياً ومستمراً ما استمرت المودة والرحمة. ولحظة الطلاق هي لحظة الجفاف الكامل للمودة والرحمة وانتزاعها من القلوب. وهناك قلوب كالحجر أو أشد قسوة، وهي قلوب لا تصلح أن تكون مستقراً لأي مودة ورحمة، وبالتالي فهي لا تصلح للزواج. وإذا تزوجت فهو زواج تعس ولابد أن ينتهي إلى الطلاق. الزواج يحتاج إلى قلوب تفيض بالمودة والرحمة. * يقولون إن الزواج سترة للبنت. ولكنه في الحقيقة سترة للرجل أكثر. وحين يموت الزوج يستمر البيت قائماً، تظل الزوجة ويظل الأولاد من حولها ثم يتفرقون ولكنهم يروحون ويجيئون، ولكن إذا ماتت الزوجة فإن البيت ينهار، والزوج وحده لا يستطيع أن يدير بيتاً ولا يستطيع أن يعمر سكناً. ينطفئ البيت ويتفرق الأبناء [/i] | |
|